دراسة حديثة تكشف أفضل مواقع تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية

فيما يتعلق بكيفية تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية كشفت دراسة بحثية أجرتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) عن أفضل 10 مواقع مقترحة لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البحر الأحمر، مما يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز تحول المملكة إلى الطاقة المتجددة. وتساهم هذه المواقع في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الأمن الغذائي، إلى جانب تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطاقة.

تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية

مستقبل مستدام يعتمد على تخزين الطاقة المتجددة بشكل ذكي

تتميز المملكة العربية السعودية بموارد طبيعية هائلة في مجالي الطاقة الشمسية والرياح، ولكن أحد التحديات الأساسية يكمن في كيفية تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية. هذه الطاقة لاستخدامها في فترات ذروة الاستهلاك. وأوضح قائد الدراسة، البروفيسور يوشيهيدي وادا، أن استهلاك الكهرباء في المملكة يرتفع بشكل كبير بين الشتاء والصيف، ما يستلزم تطوير بنية تحتية قادرة على تخزين الطاقة المستخرجة من الشمس والرياح خلال الفصول الباردة لاستخدامها لاحقًا.

الحل في تخزين الطاقة الكهرومائية

من بين حلول تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية التي تدرسها المملكة، تُستخدم البطاريات لتخزين الطاقة، لكنها تعمل فقط على دورات يومية قصيرة. ولذلك، تبحث الدراسة في إمكانية الاعتماد على تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ الموسمي، حيث يتم تخزين المياه المحلاة في خزانات تقع في المناطق الجبلية المرتفعة، ثم يتم إطلاقها عند الحاجة لتوليد الكهرباء وضخ المياه.

استثمارات ضخمة وتقييم دقيق لحلول تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية

رغم الإمكانيات الواعدة لهذا الحل، إلا أن بناء محطات التخزين الكهرومائية الموسمية يتطلب استثمارات ضخمة، حيث تقدر تكلفة المشروع الواحد بنحو 10 مليارات دولار أمريكي. ولهذا، شدد الباحثون على أهمية إجراء تقييم دقيق لكل موقع قبل تنفيذ مشروع تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية,  وأخذت الدراسة في الاعتبار عدة عوامل مثل معدلات تبخر المياه المخزنة، وملوحة المياه، وإمكانية إنشاء محطات طاقة متجددة بالقرب من مواقع التخزين لضمان جدواها الاقتصادية والبيئية.

وأكد العالم جوليان هانت، المشارك في الدراسة، أن هذه المواقع تتطلب استثمارات ضخمة، مما يجعل التقدير الدقيق للعوائد والجدوى الاقتصادية أمرًا بالغ الأهمية. ولفت إلى أن هذه الدراسة لا تقتصر فقط على تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية، بل تشمل أيضًا استراتيجيات مبتكرة لإدارة الموارد المائية، وهو ما يعزز تحول المملكة إلى أحد رواد الطاقة المتجددة عالميًا.

بهذه الجهود، تتقدم السعودية بثبات نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تجمع بين الابتكار في مجال تخزين الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية وحلول متطورة لإدارة المياه والطاقة، ما يعزز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال.