وفد اقتصادي سعودي رفيع يزور مصر لتعزيز الاستثمارات في ضوء رؤية المملكة 2030

في إطار الجهود المتواصلة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتعزيز الشراكات الاقتصادية الإقليمية، من خلال موقع وادي السعودية سنتعرف على كافة التفاصيل حيث يستعد اتحاد الغرف السعودية لتنظيم زيارة اقتصادية رفيعة المستوى إلى جمهورية مصر العربية، تبدأ يوم السبت المقبل، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال وكبار المستثمرين السعوديين، بهدف تعميق أواصر التعاون التجاري واستكشاف فرص الاستثمارات المشتركة.

اتحاد الغرف السعودية

يرأس الوفد السعودي رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي، ويضم أكثر من 100 شخصية اقتصادية بارزة، من بينهم أعضاء مجلس الأعمال السعودي المصري برئاسة بندر بن محمد العامري، ما يعكس حجم التطلعات والمكانة الاستراتيجية التي تحتلها العلاقات السعودية المصرية في محيطها العربي والدولي.

تحركات استراتيجية تعزز التكامل الاقتصادي

تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، لا سيما بعد موافقة الرياض والقاهرة على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، والتي تهدف إلى خلق بيئة استثمارية آمنة ومحفزة للطرفين، وتقديم مزيد من التسهيلات والضمانات القانونية للمستثمرين. وتعد هذه الاتفاقية من أبرز الخطوات نحو تعميق التعاون الاقتصادي الثنائي، خصوصًا في قطاعات ذات أولوية مثل الصناعة، السياحة، التطوير العقاري، والمناطق الاقتصادية الحرة.

ملتقى استثماري سعودي مصري من خلال اتحاد الغرف السعودية

من أبرز محطات الزيارة المرتقبة، انعقاد الملتقى الاستثماري السعودي المصري، بمشاركة عدد من الوزراء المصريين، إلى جانب تنظيم لقاءات ثنائية بين ممثلي الشركات السعودية ونظرائهم المصريين، فضلاً عن زيارات ميدانية للاطلاع على أبرز المشروعات التنموية والفرص المتاحة على أرض الواقع.

وسيسلط هذا الملتقى الضوء على البيئة الاستثمارية في البلدين، وسبل تفعيل الشراكة بين القطاعين الخاصين السعودي والمصري، في ضوء ما توفره رؤية المملكة 2030 من محفزات وإصلاحات اقتصادية شاملة تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي ورفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي.

مصر شريك تجاري استراتيجي للمملكة 

تشهد العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 29 مليار ريال في عام 2022 إلى 48 مليار ريال في عام 2023، وهو ما يعكس اهتمام قيادتي البلدين وحرصهما على تطوير التعاون الاقتصادي إلى آفاق أرحب.

وتحتل مصر المركز السابع في قائمة أكبر الشركاء التجاريين للمملكة، فيما يبلغ إجمالي حجم الاستثمارات السعودية في مصر حوالي 30 مليار دولار، ما يجعل المملكة من بين أكبر الدول المستثمرة في السوق المصرية، خاصة في قطاعات مثل الطاقة والعقارات والصناعات التحويلية والخدمات المالية.

الغرف السعودية تعزز الدبلوماسية الاقتصادية

تأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من المبادرات التي يقودها اتحاد الغرف السعودية لتعزيز الدور المحوري للقطاع الخاص السعودي على المستوى الدولي، حيث شملت الجولات السابقة للاتحاد زيارة 13 دولة خلال الأشهر الماضية، بهدف فتح أسواق جديدة، وتوسيع نطاق التبادلات التجارية والاستثمارية، ودعم التوجه السعودي نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يتوافق مع تطلعات رؤية المملكة 2030.

وفي هذا السياق، يُتوقع أن تسهم الزيارة إلى القاهرة في تمهيد الطريق أمام شراكات استراتيجية جديدة، تُعزز من مكانة الغرف السعودية كمنصة حيوية لتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية وتنفيذ برامج التحول الوطني، لا سيما في ظل التغيرات الديناميكية التي يشهدها الاقتصاد العالمي والإقليمي.

مستقبل مشترك مبني على الثقة والتكامل بين المملكة وجمهورية مصر العربية

يعوّل الجانبان السعودي والمصري على نتائج هذه الزيارة لتحقيق تقدم ملموس في ملفات التعاون الاقتصادي، عبر توقيع اتفاقيات جديدة وتفعيل الشراكات بين القطاعين الخاصين، في ظل إرادة سياسية قوية تدفع باتجاه بناء تحالف اقتصادي طويل الأمد.

كما تؤكد هذه الخطوة التزام المملكة بتوسيع آفاق استثماراتها الخارجية ضمن إطار استراتيجي متكامل، يهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وتنمية الفرص في الداخل والخارج، بما يتسق مع ركائز رؤية المملكة 2030 التي تضع في أولوياتها الاستثمار في الإنسان، والانفتاح على العالم، وتوطين الصناعات، وتوسيع قاعدة الاقتصاد غير النفطي.